فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأعراف: الآيات 40- 41]

{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41)}
{لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ} لا يصعد لهم عمل صالح {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّب}، {كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}. وقيل: إنّ الجنة في السماء، فالمعنى لا يؤذن لهم في صعود السماء ولا يطرّق لهم إليها ليدخلوا الجنة. وقيل: لا تصعد أرواحهم إذا ماتوا كما تصعد أرواح المؤمنين.
وقيل: لا تنزل عليهم البركة ولا يغاثون، ففتحنا أبواب السماء. وقرئ: {لا تفتح}، بالتشديد. {ولا يفتح} بالياء. {ولا تفتح}، بالتاء والبناء للفاعل ونصب الأبواب، على أنّ الفعل للآيات. وبالياء على أن الفعل للّه عز وجل. وقرأ ابن عباس: {الجمل}، بوزن القمل. وسعيد بن جبير: {الجمل}، بوزن النغر. وقرئ: {الجمل} بوزن القفل. و{الجمل}، بوزن النصب. و{الجمل}. بوزن الحبل. ومعناها القلس الغليظ لأنه حبال جمعت وجعلت جملة واحدة. وعن ابن عباس رضي الله عنه: إنّ اللّه أحسن تشبيهًا من أن يشبه بالجمل، يعنى أن الحبل مناسب للخيط الذي يسلك في سم الإبرة، والبعير لا يناسبه، إلا أن قراءة العامّة أوقع لأن سم الابرة مثل في ضيق المسلك. يقال: أضيق من خرت الابرة. وقالوا للدليل الماهر: خرّيت، للاهتداء به في المضايق المشبهة بأخرات الإبر.
والجمل: مثل في عظم الجرم. قال:
جسم الجمال وأحلام العصافير

إن الرجال ليسوا بجزر تراد منهم الأجسام، فقيل: لا يدخلون الجنة، حتى يكون ما لا يكون أبدًا من ولوج هذا الحيوان الذي لا يلج إلا في باب واسع، في ثقب الإبرة. وعن ابن مسعود أنه سئل عن الجمل، فقال: زوج الناقة، استجهالا للسائل، وإشارة إلى أن طلب معنى آخر تكلف. وقرئ {فِي سَمِّ} بالحركات الثلاث: وقرأ عبد اللّه: {في سم المخيط} والخياط، والمخيط كالحزام والمحزم: ما يخاط به وهو الإبرة {وَكَذلِكَ} ومثل ذلك الجزاء الفظيع {نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} ليؤذن أن الاجرام هو السبب الموصل إلى العقاب، وأن كلّ من أجرم عوقب، وقد كرره فقال: {وَكَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} لأن كلّ مجرم ظالم لنفسه {مِهادٌ} فراش {غَواشٍ} أغطية. وقرئ: {غواش} بالرفع، كقوله تعالى: {وله الجوار المنشآت} في قراءة عبد اللّه.

.[سورة الأعراف: آية 42]

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (42)}
{لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَها} جملة معترضة بين المبتدأ والخبر، للترغيب في اكتساب ما لا يكتنهه وصف الواصف من النعيم الخالد مع التعظيم بما هو في الوسع، وهو الإمكان الواسع غير الضيق من الإيمان والعمل الصالح. وقرأ الأعمش: {لا تكلف نفس}.

.[سورة الأعراف: آية 43]

{وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43)}
من كان في قلبه غل على أخيه في الدنيا نزع منه، فسلمت قلوبهم وطهرت ولم يكن بينهم إلا التوادّ والتعاطف. وعن علىّ رضي الله عنه: إنى لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير منهم هَدانا لِهذا أي وفقنا لموجب هذا الفوز العظيم وهو الإيمان والعمل الصالح {وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ} اللام لتوكيد النفي ويعنون: وما كان يستقيم أن تكون مهتدين لولا هداية اللّه وتوفيقه. وفي مصاحف أهل الشام: {ما كنا لنهتدي} بغير واو، على أنها جملة موضحة للأولى {لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ} فكان لنا لطفًا وتنبيهًا على الاهتداء فاهتدينا يقولون ذلك سرورًا واغتباطًا بما نالوا، وتلذذًا بالتكلم به لا تقربًا وتعبدًا، كما نرى من رزق خيرًا في الدنيا يتكلم بنحو ذلك ولا يتمالك أن لا يقوله للفرح لا للقربة {أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ} أن مخففة من الثقيلة تقديره: ونودوا بأنه تلكم الجنة {أُورِثْتُمُوها} والضمير ضمير الشأن والحديث أو تكون بمعنى أى، لأنّ المناداة من القول، كأنه قيل: وقيل لهم أي تلكم الجنة أورثتموها {بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} بسبب أعمالكم لا بالتفضل، كما تقول المبطلة.

.[سورة الأعراف: الآيات 44- 45]

{وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ (45)}
{أن} في {أَنْ قَدْ وَجَدْنا} يحتمل أن تكون مخففة من الثقيلة وأن تكون مفسرة كالتي سبقت آنفًا، وكذلك {أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} وإنما قالوا لهم ذلك اغتباطًا بحالهم، وشماتة بأصحاب النار، وزيادة في غمهم، لتكون حكايته لطفًا لمن سمعها، وكذلك قول المؤذن بينهم: {لعنة اللّه على الظالمين}. وهو ملك يأمره اللّه فينادى بينهم نداء يسمع أهل الجنة وأهل النار. وقرئ: {أنّ لعنة اللّه}، بالتشديد والنصب. وقرأ الأعمش: {إن لعنة اللّه}، بكسر إن على إرادة القول، أو على إجراء {فَأَذَّنَ} مجرى قال. فإن قلت: هلا قيل: ما وعدكم ربكم، كما قيل: ما وعدنا ربنا؟
قلت: حذف ذلك تخفيفًا لدلالة وعدنا عليه. ولقائل أن يقول: أطلق ليتناول كل ما وعد اللّه من البعث والحساب والثواب والعقاب وسائر أحوال القيامة، لأنهم كانوا مكذبين بذلك أجمع، ولأن الموعود كله مما ساءهم، وما نعيم أهل الجنة إلا عذاب لهم فأطلق لذلك.

.[سورة الأعراف: آية 46]

{وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًا بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)}
{وَبَيْنَهُما حِجابٌ} يعنى بين الجنة والنار. أو بين الفريقين، وهو السور المذكور في قوله تعالى: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ}. وَعَلَى {الْأَعْرافِ} وعلى أعراف الحجاب وهو السور المضروب بين الجنة والنار وهي أعاليه، جمع عرف استعير من عرف الفرس وعرف الديك رِجالٌ من المسلمين من آخرهم دخولا في الجنة لقصور أعمالهم، كأنهم المرجون لأمر اللّه، يحبسون بين الجنة والنار إلى أن يأذن اللّه لهم في دخول الجنة يَعْرِفُونَ كُلًّا من زمر السعداء والأشقياء بِسِيماهُمْ بعلامتهم التي أعلمهم اللّه تعالى بها، يلهمهم اللّه ذلك: أو تعرّفهم الملائكة. اهـ.

.فوائد بلاغية:

قال الصابوني:
البلاغة:
1- {عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} مجاز مرسل علاقته المحلية لأن المراد بالمسجد هنا الصلاة والطواف، ولما كان المسجد مكان الصلاة أطلق ذلك عليه.
2- {لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السماء} كناةي عن عدم قبول العمل، فلا يقبل لهم دعاء أو عمل.
3- {حتى يَلِجَ الجمل فِي سَمِّ الخياط} فيه تشبيه ضمني أي لا يدخلون الجنة بحالٍ من الأحوال إلا إِذا أمكن دخول الجمل في ثقب الإِبرة، وهو تمثيلٌ للاستحالة.
4- {لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} قال صاحب البحر: هذه استعارة لما يحيط بهم من النار من كل جانب كقوله: {لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النار وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: 16].
5- {مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} بين {ظهر} و{بطن} طباقٌ وهو من المحسنات البديعية. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله: {وَعَلى الأعْرَافِ}: قال الزَّمَخْشَرِيُّ: أي: وعلى أعراف الحجاب.
قال القرطبيُّ: أعراف السّور وهي شُرَفُه، ومنه عُرْفُ الفَرَسِ وعرف الدِّيكِ، كأَنَّهُ جعل أل عوضًا من الإضافة وهو مذهب كوفي، وتقدَّم تحقيقه.
وجعل بعضهم نفس الأعْرَافِ هي نفس الحِجابِ المتقدم ذكره، عبر عنه تارةً بالحجاب، وتارةً بالأعراف.
قال الوَاحِديُّ- ولم يذكر غيره-: ولذلك عُرِّفَت الأعراف؛ لأنَّهُ عني بها الحِجَاب قال ابن عباس.
والأعراف: جمع عُرْف بضمِّ العَيْنِ، وهو كلُّ مرتفع من أرض وغيرها استعارةً من عُرْف الدّيك، وعُرْف الفرس.
قال يَحْيَى بْنُ آدَمَ: سألت الكِسَائِيَّ عن واحد الأعراف فسكت، فقلت: حدثتنا امرأتك عن جَابِرٍ عن مُجَاهِدٍ عن ابن عباس قال: الأعراف سُورٌ له عرف مثل عرف الدِّيك فقال: نعم، وإن واحده عُرْفُ بعيرٍ، وإن جماعته أعْرَاف، يا غُلام هات القرطاس كأنَّهُ عرف بارتفاعه دون الأشياء المنخفضة، فإنَّهَا مجهولة غالبًا.
قال أمية بن أبي الصلت: [البسيط]
وَآخَرُونَ عَلَى الأعْرَافِ قَدْ طَمِعُوا ** فِي جّنَّةٍ حَفَّهَا الرُّمَّانُ والخَضِرُ

ومثله أيضًا قوله: [الرجز]
كُلُّ كِنَازِ لَحْمِهِ نِيَافِ ** كالجَبَلِ المُوفِي عَلَى الأعْرَافِ

وقال الشَّمَّاخ: [الطويل]
فَظَلَّتْ بأعْرَافٍ تَعَادَى كأنَّهَا ** رَمَاحٌ نَحَاهَا وِجْهَةَ الرِّيحِ رَاكِزُ

وقال الزَّجَّاجُ، والحسنُ في أحد قوليه: إن قوله: {وَعَلى الأعْرَافِ} وعلى معرفة أهْل الجَنَّة والنَّار، كَتَبَةٌ رجال يعرفون كل من أهل الجنة والنَّار بسيماهم، للحسن: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فضرب على فَخِذِهِ ثم قال: هم قومٌ جعلهم الله على تعرف أهل الجنّة وأهل النّار، يميزون البعض من البعض والله لا أدري لعل بعضهم الآن معنا.
قال المهدويُّ: إنَّهم عدول القِيَامَةِ الذين يَشْهَدُونَ على النَّاس بأعمالهم، وهم في كُلِّ أمَّةٍ، واختار هذا القول النَّحَّاسُ وقال: هو من أحسن ما قيل فيه، فهم على السور بين الجنَّةِ والنَّارِ.
فأمَّا القائلون بالقول الأوَّلِ فقد اختلفوا في الذين هم على الأعراف على قولين:
فقيل: هم الأشْرَافُ من أهل الطَّاعَةِ، وقال أبو مجلز: هم ملائكة يعرفون أهل الجنَّة وأهل النَّار، فقيل له: يقول الله- عز وجل- {وَعَلَى الأعراف رِجَالٌ}، وتزعم أنَّهُمْ ملائكة، فقال: الملائكة ذكور لا إناث.
وقيل: هم الأنْبِيَاءُ- عليهم الصَّلاة والسَّلام- أجلسهم الله على أعلى ذلك السُّور إظهارًا لشرفهم وعلوّ مرتبتهم.
وقيل: هم الشُّهَدَاءُ.
وأمّا قوله: {وهمْ يَطْمَعُونَ} والطمع هنا يحتمل أن يكون على بابه أو يكون بمعنى اليقين قال تعالى حِكايَةٌ عن إبراهيم- عليه الصَّلاة والسَّلام-: {والذي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدين} [الشعراء: 82].
وذلك الطمع طمع يقين، وقال الشَّاعرُ: [المتقارب]
وإنِّي لأطْمَعُ أنَّ الإلَه ** قَدِيرٌ بِحُسْنِ يَقِينِي يَقِينِي

قوله: {يَعْرِفُونَ} في محلِّ رفع نعتًا لـ {رِجَال}، و{كلًا} أي: كل فريق من أصْحَابِ الجنَّةِ، وأصحاب النَّارِ.
قوله: {بِسِيمَاهُمْ} قال ابْنُ عبَّاس: إنَّ سيما الرجل المسلم من أهل الجَنَّة بياض وجهه.
قوله: {وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الجنة أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ}.
والمعنى: أنَّهُم إذا نظروا إلى أهل الجنَّةِ سلّموا على أهلها والضمير في {نَادُوا} وما بعده لرجال.
وقوله: {أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ} كقوله: {أَن لَّعْنَةُ الله عَلَى الظالمين} [الأعراف: 44] إلا أنَّهُ لم يقرأ هنا إلاّ بـ {أن} الخفيفة فقط.
وقوله: {وهُمْ يَطْمَعُون} يحتمل أن يكون حالًا من فاعل {يَدْخُلُوهَا}، ثم لك اعتباران بعد ذَلِكَ.
الأول: أن يكون المَعْنَى لم يَدخُلُوها طامِعِينَ في دخولها بل دخلوها على يأس من دخولها.
والثاني: المعنى لم يدخلوها حَالَ كونهم طامعين، أي: لم يدخلوها بعد، وهم في وقت عَدَمِ الدُّخُولِ طامعون، ويحتمل أن يكون مستأنفًا خبر عنهم بأنَّهُم طامعون في الدُّخُول.
الوجه الثاني: أن تكون حالًا من مفعول {نَادوا} أي: نادوهم حال كونهم غير داخلين، وقوله: {وَهُمْ يَطْمَعُون} على ما تقدم آنفًا.
والوجه الثالث: أن تكون في محل رفع صفة لـ {رِجَالٍ}، قاله الزمخشريُّ وفيه ضعف من حيث إنَّهُ فصل فيه بين الموصوف وصفته بجملة قوله: {ونَادَوْا}، وليست جملة اعتراض.
والوجه الرابع: أنها لا مَحلَّ لها من الإعراب؛ لأنَّهَا جواب سائل سأل عن أصحاب الأعْرَافِ، فقال: ما صنع بهم؟ فقالك لم يدخلوها، وهم يَطْمَعُون في دخولها.
وقال مكي كلامًا عجيبًا، وهو أن قال: إن حملت المعنى على أنَّهُمْ دخلوها كان {وهم يَطْمَعُونَ} ابتداءً وخبرًا في موضع الحال من الضَّمير المرفوع في {يَدْخُلُوهَا}، معناه: أنَّهم يَئِسُوا من الدُّخُول، فلم يكن لهم طَمَعٌ في الدُّخول، لكن دخلوا وهم على يأس من ذلك، فإن حملت معناه أنَّهُم لم يدخلوا بعد، ولكنهم يطمعون في الدُّخُول برحمة الله كان ابتداءً وخبرًا مستأنفًا.
وقال بعضهم: جملة قوله: {لَمْ يَدْخُلُوهَا} من كلام أصحاب الجنَّةِ، وجملة قوله: {وهُمْ يَطْمَعُونَ} من كلام الملائكة. اهـ. باختصار.